نـور علىنـور
من الأبحاث التي تطرَّق إليها الحكماء، هو الحديث عن النظام الإلهي، وأنَّه هو النظام الأتم الأكمل الأحسن، وذلك لأنَّ فيضه سبحانه دائم، فمن المستحيل تصوّر النقصان في فيوضاته على العالمين. وهذا الأمر غير خاضع للزمان والمكان مطلقاً، فنظام الكون دائماً هو الأحسن، وعليه يكون أحسن ما خلق هو الأوَّل وهو الآخر، وبما أنَّ النبي الأكرم هو أحسن الخلق وهو الأفضل من جميع الأنبياء -كما ثبت في الأبحاث السابقة- فهو أوَّل ما خلق الله.
وجميع الأنوار إنّما هي إشعاع لذلك النور الأوَّل المنبثق من النور المطلق، فلا بد من نور شديد به تظهر سائر الأنوار، وإلا سوف ينقطع الفيض الإلهي، أعني كلّ صفات الجمال والكمال، فالجميل المطلق قد ظهر في أحسن موجود كما أن الكريم المطلق تجلى وظهر بكرمه والقدير المطلق ظهر بقدرته، فالذي هو مظهر لتلك الصفات هو وجه الله، ولابد أن يكون موجوداً في كلِّ زمان وهو حجَّة زمانه الذي ورد في الحديث عنه:
{ لولا الحجة }
وقال تعالى :
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَافَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَـلاَلِ وَالإِكْرَامِ}(الرحمن26،27)
والمقصود من الوجه هي الفيوضات التي تمثِّل الواجهة والمرآة الإلهية، فضمير في "ربِّك" إشارة إلى خصوص ربِّ الرسول صلى الله عليه وآله، ومن هنا اتُّصف بذي الجلال والإكرام.
وفي دعاء الندبة :
(( أين وجه الله الذيمنه يُؤتى ))
ولتوضيح هذه الحقيقة نذكر مثالاً :
لو فرضنا أنَّ شلاّلا ينـزل من جبلٍ عالٍ، فمن الطبيعي أن يمرَّ من خلال البحر ثمَّ الشط ثمَّ الأنهار فالجداول، وكلّ واحدة منها هي واسطة الفيض إلى ما دونها.حينئذٍ نتساءل : هل بإمكان الإنسان أن يشرب الماء من غير التوسُّل بتلك الوسائط؟
لو حاول ذلك وهو غير قابل لهلك، لأنَّ الوعاء الذي يمتلكه لا يستوعب المـاء، فيبقى عطشاناً وهو يجاور الماء. فالحل الوحيد لمثل هذا الإنسان هو الإبتعاد من المصدر والتقرُّب إلى وسائط الفيض، جاء في الدعاء :
((إنّاتوجَّهنا واستشفعنا وتوسَّلنا بك إلى الله وقدَّمناك بين يديحاجاتنا، يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله))
وهذه الحقيقة قد بيِّنت في قوله تعالى :
{لَوْ أَنْزَلْنَاهَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِاللَّهِ} (الحشر21)
كيف والجبل مهما عظم فهو جماد لا يستوعب كلام الله تعالى، فأين التراب وربِّ الأرباب، ومن هنا يقول سبحانه :
{وَتِلْكَ الأَمْثَالُنَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(الحشر21)
قال صدر الحكماء المتألّهين وشيخ العرفاء الكاملين في الأسفار:
"إعلم أيّها المسكين،أنّ هذا القرآن أُنزل من الحق إلى الخلق مع ألف حجاب لأجل ضعفاء عيون القلوبوخفافيش أبصار البصائر، فلو فرض أنّ باء بسم اللّه مع عظمته التي كانت له في اللّوحنزل إلى العرش لذاب واضمحلّ، فكيف إلى السماء الدنيا.وفي قولهتعالى: (لَوْأَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًامِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)(الحشر21) إشارة إلى هذاالمعنى"
أقـول:
ولهذا قال تعالى بعد ذلك :
{هُوَ اللَّهُ الَّذِيلاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُالرَّحِيمُ*هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُالسَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُسُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ*هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُالْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر24:22)
و الجدير بالذكر أنَّها آيات ثلاثة وكلِّ واحدة منها تبدأ بـ "هو الله".
قال الإمام قدِّس سرُّه:
" الآية الشريفة الأولىمشيرة إلى أسماء الصفات، والآية
الثانية إلى أسماءالذات، والآية الثالثةإلى أسماء الأفعال."
هذا:
ولاحظ قوله تعالى :
{يَاأَيُّهَاالْمُزَّمِّلُ*قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً*نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُقَلِيلاً*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}(المزمل4:1)
كلُّ هذه العبادات لماذا؟ قال تعالى :
{إِنَّا سَنُلْقِيعَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}(المزمل5)
فهل بإمكاننا -نحن القُصَّر- أن نصل إلى شيء من مستوى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلَّم!
ومن المناسب هنا الحديث عن آية النور ذات المحتوى العرفاني العميق،قال تعالى:
{اللَّهُ نُورُالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌالْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُمِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُزَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُلِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(النور35)
أقـول :
ظاهر المثال هو نوع من التشبيه لنور الله –جلّ شأنه- كمشكاة فيها مصباح وهو سراج والمصباح في قنديل من الزجاج وهو مضيء متلألئ كأنَّه كوكب درِّي، وهذا المصباح يتوقَّد من شجره مباركة هي شجرة الزيتون المتكاثر نفعها والشجرة لبركتها وردت مبهمة، كما أنَّ الزيتونة لفخامة شأنها جاءت بدلاً من الشجرة، وهي لا شرقية، ولا غربية، تسطع الشمس عليها بنحو متواصل من غير انقطاع، كالتي على قمَّة جبل، أو صحراء واسعة، فان ثمرتها تكون أنضج وزيتها أصفى. أو أنَّهما إشارة إلى أرض الشام الواقعة في وسط المعمورة لا شرقها ولا غربها، فإن زيتونه أجود الزيتون أو أنَّه لا في مضحى تشرق الشمس عليها دائما فتحرقها ولا مقناة تغيب عنها دائماً فيتركها نياً وفي الحديث :
((لا خير فىشجرة ولا فى نبات فى مقناة ولا خيرفيها في مضحى))
يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار وذلك لتلألئه وبياضه الشديد، فجميع تلك الأمور ضاعفت في النور ولم تنقص منه أصلاً، فإن نور المصباح زاد في إنارته صفاء الزيت والقنديل وضبط المشكاة، فهو نور على نور وإن كان النور حقيقة من المعدن، كما جاء في المناجاة الشعبانية:
((إلهي هب لي كمالالإنقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرهاإليك، حتّى تخرق أبصار القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلقة بعزّ قدسك))
ولكن عند التأمل في الأحاديث الشريفة التي وردت في تفسير الآية المباركة والآية التي بعدها، وملاحظة القرائن المحيطة بها، نصل إلى النتيجة التالية :
عند ملاحظة سياق الآيات، نرى أنَّها تنوِّه إلى حقيقة واحدة وهي :
إنَّ الله هو نور السماوات والأرض، إنَّ هذا ليس هو إلاّ مثالٌ يشير إلى حقائق أخرى كما أشرنا سابقاًفي بيانالفروق بين النور الحسِّي والحقيقي.
فالأحاديث على اختلافها الظاهري تؤكِّد على أنَّ المصباحهو المصطفى صلى الله عليه وآله وسلَّم، فقد جاء في الحديث التالي :
((عن عبد الله بن جندبقال :كتبت إلى أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه أسأله عن تفسير هذه الآية فكتب إليالجـواب : أما بعد فان محمدا صلى الله عليه واله كان أمين الله فى خلقه فلما قبضالنبي كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله فى أرضه…مثلنا فيكتاب الله عزّ وجل "كمثل مشكوة"المشكوة في القنديل فنحن المشكوة "فيهامصباح " المصباح محمد صلى الله عليه واله)).
وكانوا عليهم السلام يستشهدون بآيات أخرى تعزيزاً لهذا المعنى، فقد ورد في تفسير قوله تعالى :
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِالَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُبِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَ يُبْصِرُونَ}(البقرة17)
وقوله تعالى :
{هُوَ الَّذِي جَعَلَالشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا...}(يونس5)
وقوله تعالى:
{وَآيَةٌ لَهُمُاللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ}(يس37)
((على بن محمد عن علىبن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قولالله عزّ وجلّ...في حديث طويل. قال فيتفسير الآية المباركة أضاءت الأرض بنور محمدٍ كما تضيء الشمس فضرب الله مثل محمدصلى الله عليه وآله الشمس ومثل الوصيالقمر وهو قوله عزّ وجلّ جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقوله وآية لهم الليل نسلخ منه النهارفإذا هم مظلمون)) (الكافى ج8 ص379 روايه574 باب8)
والجدير بالذكر ما ورد في تفسير الآيتين المباركتين وهما:
قوله تعالى :
{فَالَّذِينَ آمَنُوابِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}(الأعراف157)
{فَآمِنُوا بِاللَّهِوَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَخَبِيرٌ}(التغابن8)
((علي بن إبراهيمبإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام فى قول الله تعالى: "الّذين يتّبعون الرّسولالنّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبا عندهم في التّوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروفوينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطّيّبات ويحرّم عليهم الخبائث...إلى قوله... فالّذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذيأنزل معه أولئك هم المفلحون" قال : النور فى هذا الموضع على أميرالمؤمنين والأئمة عليهمالسلام)) (الكافى ج1 ص194 روايه2)
((أحمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبد الله الحسنى عن على بن اسباط والحسن بن محبوب عنأبي أيوب عن أبي خالد الكابلي، قال :سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالىفآمنوا باللّه ورسوله والنّور الّذي أنزلنا فقال : يا أبا خالد النور - والله- الأئمة عليهم السلام يا ابا خالد لنور الإمام فيقلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم الذينينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلمقلوبهم ويغشاهم بها))(الكافي ج1 ص195 رواية4)
وقال تعالى في شأن رسوله صلوات الله عليه :
{وَدَاعِيًا إِلَىاللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}(الاحزاب46)
وأمّا كلام القوم في تفسير النور :
وقال ابن عباس : من أن المقصود من الآية أنَّ "مثل نور الله الذي يهدي به المؤمن".
وقال الحسن : "مثل هذا القرآن فى القلب كمشكاة".
وقيل : مثل نوره وهو طاعته.
وقال سعيد بن جبير : "النور محمد كأنه قال مثل محمد رسول الله".
وقيل : هو مثل ضُرب لقلب المؤمن.
أقـول:
و لا تعارض بين الأحاديث والأقوال المختلفة في هذا المجال، بل يمكن الجمع بينها فنور الله ليس هو إلا رسوله وهو متَّحد مع القرآن.
ثمَّ :
عندما نتأمَّل في الوسائط التي بيَّنتها الآية المباركة، وهي المشكاة، والمصباح، والزجاجة، سوف نعرف أنَّها لا تمنع من إشعاع النور أصلاً، بل من خلالها يتمكَّن الإنسان من معرفة ذلك النور الوضّاء الذي نوَّر السماوات والأرض، نور الله المطلق، فلا مجال للإنسان أن يشاهد النور الإلهي من غير الانطلاق منها، فهل للخفاش أن يوصف الشمس المضيئة للعالم؟ فما هو الحلّ إذاً؟
الحلّ إنَّما هو التوسُّل بتلك الوسائط والتقرُّب إليها كما مرَّ.
ومما ينبغي ذكره أنَّه تعالى بعد ذكر تلك الوسائط قال :
{نُورٌ عَلَى نُورٍيَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}(النور35)
فمعرفة الأنوار الإلهيَّة ليست من السهل لأيِّ إنسان، بل تفتقر إلى قابلية وتهيُّأ، وهذا لا يحصل إلا بمشيئته الله سبحانه.
ولعلَّ هذا المقطع من الآية إشارة إلى ذلك النور الإلهي الغائب بقيَّة الله في الأرضين الحجَّة بن الحسن المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف في خصوص عصر غيبته، حيث أنَّ النور في الآية أضيف إلى الضمير الغائب أعني "لِنُورِه" وأخفى إسم من أسماءه تعالى هو الهاء، كما أنَّ قوله تعالى :
{وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُبِنُورِ رَبِّهَا...}(الزمر69)
يشير إلى عصر ظهوره صلوات الله وسلامه عليه، حينما ينتشر ذلك النور فينوِّر الأرض، وقد ورد في هذا المجال حديث طويل، عن محمد بن أبي عبد الله عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن صباح المزني عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام (حين ظهور المهدي) :
((يستغني الناس عن ضوءالشمسونور القمرويجتزؤون بنورالإمام)) (البحار ج7 ص326 روايه1 باب17)
وفي الزيارة الجامعة الكبيرة :
((وأشرقت الأرضبنوركم))(البحار ج102 ص129 روايه4 باب8)
ولا يخفى لطافة التعبير في الآية حيث أضيف النور إلى الربّ، في قوله "بِنُورِ رَبِّهَا " وهو أجلى وأظهر أسمائه تعالى.
وفي حديث آخر :
((الكوكب الدرِّيالقائمُ المنتظر عليه السلام، الذي يملأ الأرض عدلاً))(معجم أحاديث الإمام المهدي جلد5 صفحة273)
وعن ابن محبوب عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :
(( قال لي: لا بدَّ منفتنة صماء صيلم، يسقط فيها كل بطانةووليجة،وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكى عليه أهل السماءوأهل الأرضوكلّ حريٍّوحرّانوكلّ حزين لهفان، ثم قال : بأبيوأمي سميّ جديوشبيهيوشبيه موسى بن عمران (عليه السلام)، عليه جيوبُ النور تتوقَّد بشعاع ضياءالقدس))(بحار الأنوار ج51 ص152 روايه2 باب8)
ونفس النص قد صدر عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم (بحار الأنوار ج51 ص108 روايه42 باب1)
ثمَّ قال تعالى:
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَاللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَابِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًاتَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}(النور36،37)
فتلك الأنوار إنَّما هي في بيوت، فما هي تلك البيوت التي احتملت الأنوار المعنويَّة؟
هذا ما يجيب عنه أئمتنا عليهم السلام معتمدين على الآية نفسها.
فالقرآن يشتمل على ظاهر وباطن وقد أشار سبحانه إلى باطنه بقوله:
{وما يعلم تأوي